قاضية الغرام

قاضية الغرام قالت لي صديقتي المقتدرة، في حين ادراكة من القدر أصبحت قاضية الغرام لثلة من البشر وفي احدى الجلسات تربعت على دكة القضاء لاستمع الى المرافعات ، إذْ أقبلتْ فتاةٌ ودمعُها َسبق الكلماتِ قلتُ : تكلَّمي ، قالتْ : مغلوبةٌ بالعَبَراتِ صمتَتْ وللارضِ أطرقتْ إنتظرتُ مراقبةً النَّظراتِ شغلَنِي كلُّ شئٍ فيها وفتنتُها أثارتْ بالجموعِ حيراتٍ ووقفتُها المليئةُ بالانكساراتِ وطلَّتُها كحمامةٍ بأجنحةٍ مكسوراتٍ ولكنْ لها هيبةُ العاشقينَ حيثُ النَّبضاتُ فيها ثائراتٌ وأنفاسُها تتصاعدُ وعيناهَا الجميلتانِ متقادحاتٌ حرَّكتُ أناملِي متشوّقةً ومتحيّرةً ماذا ستقولُ الشِّفاهُ الساكتاتُ وماذا سينطقُ لسانُها بعدَ كلِّ هذاالصَّمتِ والآهاتِ أبرقَتْنِي بطارِفِها فشدَّنِي بريقُ عَينيها الوسيعاتِ فارادتْ أن تبدأ بالكلامِ فاعطيتُها إنتباهِي لأعيشَ الجراحاتِ فقالتْ : بمقتبلِ الشَّبابِ كنتُ بفطرةٍ ملائكيةٍ أحبُّ الحياةَ وقلبِي لمْ يعهدِ الحزنَ وعقلِي يهيمُ بأحلامٍ جميلاتٍ رسمتُ فارساً ليسَ له شبيهٌ أكلّمهُ بمخيَّلتِي بكثيرِ الكلماتِ أتجوّلُ معهُ كلَّ الليلِ نسيرُ بينَ الأقمارِ وأنظارِ النّجماتِ وأستفيقُ متلذِّذةً بنكهةِ لقائِي وبأسماعِي بقايا تلكَ الضَّحكاتِ وفي مساءٍ جميلٍ نقيٍّ كنتُ أسيرُ بتلكَ الخطواتِ لمحتهُ بعالمِ الحقيقةِ بهيئتهِ التي اسرَّتنِي والابتساماتِ قاطعتُها وقلتُ لها مهلاً هلْ حقيقتهُ آدميٌّ بنفسِ اللَّمحاتِ قالتْ : نعمْ بكلِّ تفاصيلهِ الجميلاتِ أيقنتُ أنَّهُ سرِّي الدفينُ وحسبتهُ ضرباً من المستحيلاتِ بفضاءِ روحِي خبأتُهُ فتمثَّلَ أمامِيْ كباقِي الحقيقاتِ فصرتُ بمشاعرَ مزجاةٍ بينَ الفرحةِ وبينَ التهيُّئاتِ وبين الإقتراب منه كثيراً وإلتفاتتِي لعلِّي أعيشُ الخيالاتِ فصرتُ اُحدِّثُ نفسِي ويَحكِ فالحُلمُ تحقَّقَ يالها من سعاداتٍ اقتربتُ منهُ شيئاً فشيئاً والخجلُ يشيِّعُني فأقولُ هيهاتَ لنْ أدعَ الحُلمَ يهربُ فكيفَ بهِ حقيقةٌ تناديهِ روحِي والنَّبضاتُ فضجَّ المكانُ بالهمسِ فواحدٌ يقولُ إنَّها إحدَى المجنوناتِ وآخرُ يقولُ يالها من فتاةٍ أسيرةِ المتاهاتِ وصاحَ آخرُ أيصبحُ الخيالُ حقيقةً يا سيداتِي ويا ساداتِ ؟! فطرقتُ بمطرقتِي فهدأ الجمعُ وأطرقتُ بنظرِي بأنفاسٍ حسيراتٍ وقلتُ : أكملِي فمشواركِ بالعشقِ ذو عثراتٍ قالتْ مالِ هؤلاءِ الناسِ يتهامسونَ ؟! وعذراً لهمْ فقلوبُهم من العشقِ خاوياتٌ قلتُ : لا علَيكِ هذا حالُهم يرشقونَ العاشقينَ ببئسَ الكلماتِ قالتْ : صدَقْتَ فمنْ اكتوَى قلبُهُ ليسَ كمنْ قلبهُ في سباتٍ قلتُ : وماذا بعدُ ؟ قالتْ : كلَّمتُهُ بموجزِ العباراتِ فاجابَنِي بصوتٍ مليحٍ أشبعنِي دفئاً وحناناً ومسرّاتٍ فكلُّ ذرّةٍ فيهِ تهمُّنِي أقسمُ إنَّهُ صارَ الحياةَ لا أرى غيرَهُ واليومَ الذي لا أراهُ بحكم المماتِ أراقبهُ من بعيدٍ كيفَ يمشِي كيفَ ينطقُ الكلماتِ وصرتُ بدلَ أن أُودِعَهُ بداخلِي أمسيتُ له من الأسيراتِ فغدا بفكرِي بمأكلِي ومشربِي وبمسيرِي وأنفاسِي المتلاحقاتِ وذاتَ صباحٍ عاهدتُ نفسِي أن أهجرَ نفسِي لأبعدَ بالمسافاتِ فالانتحارُ أهونُ عليَّ من كلِّ هذه البلاءاتِ هنا تعجبتُ لكلامِها وقلتُ قلبٌ عاشقٌ يهوى المماتَ ! قالتْ : لا تلمْنِي نزاعُ النَّفسِ والقلبُ أرهقنِي حدَّ الإنهيارات فاعلنتُ المسيرَ بهذهِ المسالكِ قلتُ : كيفَ تطرقينَ أبواباً مهلكاتٍ أم الشغفُ استحوذَ عليكِ ألمْ يفتحْ قلبَهُ بابوابهِ المشرعاتِ فرأيتُ التّعبَ بزفيرِها قد بانَ ناديتُ أحضرُوا الشَّابَ باللَّحظاتِ واذا بهِ جميلٌ وسيمٌ قالَ : ماجريمتِي ؟ أقتلتُ الأمنياتِ ؟ قلتُ : أنا قاضِية الغرامِ ودكَّتِي لنصرةِ العاشقينَ والعاشقاتِ قالَ : إذنْ سيظهرُ الحقُّ جلياً وقلبِي وروحِي بالغرامِ مكبلاتٍ قلتُ : مَن سلبَكَ وكبّلكَ ؟ وأشارَ بيدهِ إليها دونَ الباقياتِ قلتُ : تكلَّمْ مفصحاً بالحقِّ ولا تخنْ مشاعرَكَ لسوءِ الرغباتِ قالَ : كلُّ حرفٍ شاهدٌ عليه نبضِي ولو كذبتُ صرتُ خائناً استحقُّ الويلاتِ قلتُ : إفتحْ لنا بابَ قلبكَ ودعْنا نتنفَّسُ أنفاسكَ الصادقاتِ قالَ : في إحدى الليالِي القمريةِ أسيرُ بدربِ الوحدةِ بهدوءِ الخطواتِ أصارعُ الزَّمنَ بكلِّ ما أملكُ وأسعَى دوماً لأجارِي الحياةَ وإذا بكيانٍ ألقَى بسلامهِ عليّ رقيقٌ عذبٌ من أجملِ الأصواتِ دقَّقتُ وأطلتُ النَّظرَ فيها فإذا بها إنسيَّةٌ لا من الجنيِّاتِ تفاصيلُها أبهرتنِي وبدماسةِ الليلِ تفاصيلُها واضحاتٌ قلتُ في نفسِي حتَّى متى وقوفكَ تقدمْ اليهَا بتلكَ الخطواتِ فكلَّما خطوتُ تقابلُني بخطوةٍ حتّى تقاعستْ بيننا المسافاتُ تعطَّرنا بعطرَينا وتبادلْنا الأنفاسَ البائساتِ سألتُ روحَها هلْ تعرفينَني ؟ أجابتْ منذُ أزمنةٍ هارباتٍ كلُّ شئٍ بجسدِي يعرفُك فأنتَ مالكُ النبضاتِ وتوأمُ الروحِ العليلةِ ومدينةُ الاحلامِ المتراكماتِ كمْ انتظرتُك بهذا الطريقِ وجلدنِي الزَّمنُ بسوطِ العذاباتِ فقالتْ : هلْ تعرفُني ؟ إذ خفقتكَ روحِي بكلِّ الأوقاتِ أجبتُها : نعمْ ،، أنتِ الملاكُ الذي يزورُنِي بالصَّباحاتِ أنتِ الضوءُ الذي يكسِي القمرَ حينما يحتوشهُ الظَّلامُ بالمساءاتِ كمْ مشينَا بذلكَ العالمِ وتجولنَا بمساراتِه الرائعاتِ فتسوَّرَ لي سؤالٌ وقلتُ متعالقانِ منذُ سنواتٍ ؟ أجابا بصوتٍ وحرفٍ واحدٍ أرواحُنا مذْ دهرٍ متعانقاتٌ والنَّبضُ فينا يتزاورُ في كلِّ مساءٍ دونَ انقطاعاتٍ وأنفاسُنا تتعطَّرُ بأنفاسِنا رغمَ فراقِنا بتلكَ الظلماتِ فتناوشتنِي الحيرةُ بازديادٍ قلتُ ما وجهُ الخلافِ والصراخاتِ ؟ واشغلتمْ القضاءَ عناءًا وملأتمُ المكانَ بالصَّيحاتِ فنَهضَتِ الفتاةُ بعدَ الجلوسِ ونادتْ بأعلى صوتِها يا حضراتُ مَن عشقتهُ لمْ يراعِي عشقِي وهجرنِي ساعةً دونَ سؤالاتٍ قلتُ ساعةٌ لا تثريبَ على الحبيبِ ولا تستحقُ كلَّ هذه العذاباتِ قالتْ : كلاَّ وألفُ كلاَّ فالقلبُ رهينُ العشقِ والامنياتِ وفؤادِي عانقَ كلَّ الزَّمنِ بعشقهِ وأنفاسِي أرهقتِ الدقائقَ بالحسراتِ واشتكَىظ° منِّي الزَّمنُ عندَ الشَّمسِ والقمرِ وأسرابِ النَّجماتِ كيفَ لقلبِ العاشقِ ينبضُ وهو ساهٍ عن الحبيبِ بتلكَ الدقَّاتِ وأينَ تذهبُ الروحُ محلِّقةً دونَ المكوثِ بدارِ روحهِ كلَّ السّاعاتِ إلتفتُّ للشَّابِ فرأيتُ دمعهُ أغرقَ وجنتيهِ لأحاسيسها الشَّجيِّاتِ قلتُ : ما قولكَ يا مالكاً قلبَها هلْ في جعبةِ روحِكَ من الإجاباتِ قالَ : بأعماقِي شعورٌ لو أذنتُ لهُ لصارَ أمواجاً متلاطماتٍ يا قاضيَة الغرامِ بها أنفاسِي تستنشقُ كلَّ الحياةِ كيفَ اغفلُ عنها وتملكُ سعادتِي ونياطُ قلبي تتألقُ لها بالمعزوفاتِ هي الصَّباحُ وهي المساءُ هي مختصرُ بقائِي حتى المماتِ توجهتُ اليها وخاطبتُها لقدْ سمعتِي مقالتهُ يا فتاةُ فرَمتْ بنظرِها اليهِ مبتسمةً وقالتْ لا تلمنِي فعشقِي فاقَ عشقَ البناتِ فضحكتُ والناسُ ضحِكُوا وقلتُ بصوتٍ للعشقِ ألوانُ الويلاتِ يا أهلَ الغرامِ استمعُوا وضربتُ بمطرقتِي ثلاثَ ضَرْباتٍ فسكتَ النَّاسُ منصتينَ لقرارِ القضاءِ لوضوحِ المقالاتِ بسمِ الحبِّ دوماً ننطقُ وحكمُنا قائمٌ خَلا من المجاملاتِ نظراً لسوءِ ما رآهُ القلبُ وفداحةِ الألمِ للرُّوحِ وهطولِ الدَّمعاتِ نوصِي كلَّ عاشقٍ ومعشوقٍ أن يخفِّفا من كثرةِ الآهاتِ وأن يرفقَ كلاهُما بكليْهِما ولا ضَيرَ ساعةً للنِّسيانِ للانشغالاتِ ونقولُ للعاشقةِ هنيئاً لكِ قلبَكِ لقدْ اثبتَ صِدقهُ بكلِّ الانتماءاتِ لقدْ كانَ شَغُوفاً لهوفاً وفي العشقِ لا يعرفُ السَّكَناتِ وأثبتَتْ روحُكِ أنَّها متفرِّدةٌ ماكثةٌ عندَ الحبيبِ كلَّ الاوقاتِ فقدْ غلبتِي الحبَّ نفسَهُ بأنفاسِكِ وراءَ الحبيبِ مقتدياتٍ ونرفعُ لكِ قبعةَ الإحترامِ لمِاَ رأينا من فؤادِكِ تلكَ المناجاةِ أمَّا العاشقُ فقولُنا لكَ واضحٌ لا تغترْ بشغفِها وكثرةِ الإهتماماتِ لا تغترْ بشغفِها وكثرةِ الإهتماماتِ أنتَ ساقيةُ قلبِها بمياهِ المشاعرِ فدارِي زرعَكَ خوفاً عليهِ من المماتِ وأخلِصْ ففي إخلاصِك يحيا القلبُ هي تراكَ كالشَّمسِ كثيرةِ الإشراقاتِ وقبلَ ختمِ القضيَّةِ بيومِنا هذا ونستمرُ في بقيَّةِ المرافعاتِ نباركُ للعاشقِ هذه القديسةِ في زمنِ قلَّ فيه المخلِصاتِ وتمسَّكْ بعشقِها ولا تجعلْهُ حُلماً من الأحلامِ الضائعاتِ وتعاهَدا أمامَ القضاءِ وقلبيكُما وسيرُوا بخطىً ثابتةٍ دونَ تعثُّراتٍ فإنَّ للعاشقينَ عوالماً جميلةً تفاصيلَها واسعةَ المساحاتِ رُفعتِ الجلسةُ بعناقِ العاشقينِ وشكراً للجميعِ لاستماعِ الكلماتِ

أميره بذوقي ,رواية معجبون بهذا

متصفح ا نيق ورآقي بمحتوآه
سلمت يدآك على الانتقآء المميز
بـ نتظـآر آلمزيد من هذا آلفيـض الراآقي
لك كل الود والاحترام

سلمت اناااملك على هالطرح العذب والرائع كروعتك
وسلم ذوقكـ على حسن الانتـــــــقاااء
بـ إنتظآر جديدك وعذب أطرٌوحآتك
كل الوووود

سطور نالت الإعجاب برقي هذا الطرح
وهذا سَّــر إبداعك وذائقتك المُتميزه
سوف آظل أترقب الجديد بكل شوق
لك كل الود والاحترام

طرح جميــــــــــــل.. ومجهود رآئع ومفعم بآلجمال وآلرقي.. يعطيك آلعافيه على هذآ آلتميز .. وسلمت آناملك آلمتألقه لروعة طرحهآ.. ودي لك ولروحك ,,~ كنت هنا خواطر عاشق

---

سلمت انآملك على الطرح المميز
ويعطيك الف عافيه على المجهود المبذول
ماننحرم من فيض عطائك وإبداعك
فائق شكري وتقديري
كل الود

آختيَآرَ جَميلَ جِدآ
سَلمتِ علىَ هذهِ الآطَروحهَ الآنيقَهَ

وَسَلِمتَ يُمنَآك المُخمليِهَ لِ جلبهآ المُتميز

جَزيَلِ شُكِريَ لَروحكُ آلوَرد ..

رح رائع واختيار أنيق
ســلمت أناملك على جمال طرحـــك
امتناني وتقديري لك يعطيك العافية

بانتظار جديدك بشغف

دمتم بحـفـظ الله

سلمت يمنيك على هذا الابداع
كلمات مميز وقمة في الجمـــال
إبداع متألق ومداد لايجف من قلمك
لكل حرف شكر لروحك

خاطره جميله يعطيك العافيه
دام التألق
ودام عطاء قلمك
كل الشكر لهذا الإبداع
لك مني كل التقدير
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق
ارق التحآيآ لك
ودي وعبق وردي