طبول الحرب تقرع بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة

حذر خبراء ومحللون من أن تتحول الحرب الكلامية المتصاعدة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب والكوري الشمالي كيم جون أون إلى حرب عالمية ثالثة تهدد الكرة الأرضية بأسرها خاصة بعد أن أعلنت "بيونغ يانغ" عن أنها "تدرس بعناية" خطة لضرب جزيرة "غوام" الأمريكية في المحيط الهادي بصواريخ بعد ساعات من إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب أن أي تهديد للولايات المتحدة سيواجهها بـ "النار والغضب".

وأشار هؤلاء الخبراء والمحللون إلى المناوشات الأخيرة بين الرئيسين الأمريكي ونظيره الكوري الجنوبي وإعلان البنتاغون أن القادة العسكريين يعتبرون كل السيناريوهات محتملة للتعامل مع الأزمة مرورا بإخلاء العاصمة "بيونغ يانغ" من 600 ألف شخص وهو ما اعتبروه أنه بمثابة استعداد لحرب عالمية ثالثة، إلى جانب تحذير كوريا الشمالية للولايات المتحدة بوقف ما وصفته بـ"الهيستيريا العسكرية"، متوعدة بالرد بحرب نووية على أي هجوم نووي أمريكي واستهداف جزيرة "غوام" الأمريكية التي يتواجد بها قاعدتان عسكريتان تضمان 7 آلاف شخص ويبلغ عدد سكانها نحو 160 ألف نسمة.

ويعتبر زعيم كوريا الشمالية الشاب كيم جون أون، الذي يبلغ من العمر 33 عامًا من أكثر زعماء العالم إثارة للجدل بعد قراراته وتصرفاته التي جذبت إليه أنظار العالم.

كوريا الشمالية التي ترغب في امتلاك قنبلة نووية بشكل رسمي وأن يعترف بها مجلس الأمن كدولة نووية بشكل رسمي ودائم، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة وكل دول أعضاء مجلس الأمن الدائمين، إذ أن اعتبار كوريا الشمالية دولة نووية يهدد الأمن القومي العالمي، ويجعل كوريا الشمالية من الدول الكبرى التي لها اعتبار دولي كبير.

وتفاقم التوتر بشكل ملحوظ على مدار الأيام الماضية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بعد أن حذرت الأخيرة واشنطن من أنها ستلقنها "درسا قاسيا" في أعقاب العقوبات التي فرضتها عليها الأمم المتحدة.

ووفق خبراء عسكريون ومراقبون باتت كوريا الشمالية اليوم قادرة على تزويد تلك الصواريخ برؤوس نووية بل تمكنت من تصغير قنبلة ذرية إلى الحد الذي يمكن معه تحميلها على أحد صواريخها العابرة للقارات وهو ما يجعل أي تحرك عسكري بالغ الخطورة بالنسبة لواشنطن.

وكان مجلس الأمن الدولي قرر مؤخرا بإجماع أعضائه الـ15، فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، على خلفية تجاربها الصاروخية الأخيرة، وتهدف العقوبات الجديدة لخفض عائدات صادرات بيونغ يانغ، من خلال منع الدول من استيراد بعض المواد منها.

ومن جانبها، أبدت كوريا الشمالية غضبها الشديد، قائلة إن العقوبات الجديدة التي اقترحتها واشنطن ستقود إلى "بحر من النار لا يمكن تخيله، وسيبتلع الولايات المتحدة نفسه".

سيناريوهات محتملة

وقال الدكتور أيمن سمير خبير العلاقات الدولية إن رد كوريا الشمالية خلال الفترة المقبلة يتمحور حول ثلاثة سيناريوهات محتملة، أولها أن تستمر في إجراء التجارب النووية التي بدأتها في 2006، والثاني إطلاق المزيد من الصواريخ طويلة المدى عابرة القارات، التي تمتلكها، ومن الممكن أن تتجاوز المحيط الهادي، والأخير أن تستجيب لدعوات إعادة إطلاق المفاوضات السداسية بين "الكوريتيين واليابان والصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية" التي كانت تقوم على مبدأ وقف المناورات والتدريب والصواريخ البالستية والقنابل النووية بكوريا الشمالية.

وأكد "سمير" أن كوريا الشمالية لن ترضخ لتلك العقوبات حيث سبق أن صدر ضدها الكثير من القرارات، مشيرا إلى أنها ستؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الكوري الشمالي حيث ستقلل صادرات الحديد والفحم وغيرها من القطاعات فضلا عن منع توظيف المواطنين التابعين لها أو إقامة أي شراكات أجنبية معها ووقف الاستثمار.

ورجح "سمير" أن تتجه كوريا الشمالية إلى التصعيد في وجه ترامب واليابان وكوريا الجنوبية بدعم من الصين وروسيا، على أن تنفذ السيناريو الثاني حيث أن العقوبات ستزيد من إصرارها في إطلاق الصواريخ وتنفيذ التجارب.

ملف شائك

ومن جانبه، قال اللواء طلعت موسى الخبير العسكري ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية في مصر إن كل الاحتمالات واردة في الملف الشائك بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية.

وأضاف "موسى" أن نقل الولايات المتحدة لأسلحة وآليات عسكرية إلى موانئ المحيط الهادئ وخليج المكسيك ورد كوريا الشمالية على هذه الخطوة بتهديدها بإطلاق صواريخ تجاه الأراضي الأمريكية يندرج تحت مسمى "القوة الذكية".

وأوضح "موسى" أن "القوة الذكية" تعني أن كلا من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية يتحركان بخطوات محسوبة تتم بالتنسيق بين القوة العسكرية والسياسية في كل دولة وهي بمثابة رد فعل لما تقوم به "واشنطن" ضد "بيونغ يانغ" والعكس.

وأشار "موسى" إلى أن "القوة الذكية" هي أعلى التصعيدات والإجراءات التي يمكن أن تتم بين كوريا الشمالية الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه استعبد فكرة التصعيد العسكري بين الدولتين في الوقت الحالي.

الحرب الباردةومن ناحيته ، قال الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن كوريا الشمالية ستزيد من تجاربها النووية وصواريخها البالستية بمساعدة روسيا والصين في وجه الولايات المتحدة الأمريكية ما سيعيد إلى الأذهان صورة "الحرب الباردة"، مستبعدا في الوقت نفسه الاتجاه إلى المفاوضات بين الجانبين.

وأضاف "اللاوندي" أن الولايات المتحدة الأمريكية سعت لإصدار عقوبات دولية ضد كوريا الشمالية لرغبتها في احتكار البرنامج النووي ومنع دخول كوريا الشمالية فيه لذلك أجبرت مجلس الأمن على إصداره رغم أحقية كوريا الشمالية في تنفيذ ذلك كدولة حرة مستقلة.

وأشار إلى أن العلاقات بين كوريا الشمالية وبين الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر العلاقات الدولية احتقانا لذلك فإن الاستفزازات تأتي كثيرة للغاية بين الطرفين.

وحذر "اللاوندي" من أن العالم في طريقه للاشتعال أكثر لا سيما مع تصاعد تلك الاستفزازات والتي ربما تؤدي إلى احتكاكات بين تلك الدول تؤثر بدورها إلى مزيد من التصعيدات المختلفة,

تهديدات متبادلة

وبدوره، قال اللواء نصر سالم المستشار بأكاديمة ناصر العسكرية العليا في مصر رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية إن "التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية أصبحت أمرا متكررا وتحولها لحرب فعلية بين البلدين مرتبط بتصرف أمريكا وحكمة رئيسها".وأضاف "سالم" أن "رئيس كوريا الشمالية شخص متهور ورد فعله غير متوقع وإذا لم تتصرف الولايات المتحدة معه بحكمة فإنه قد يتصرف تصرفًا أحمق يخلف كارثة على العالم، لذا عليها تجنب التصعيد العسكري وألا تمارس عليه أي ضغوط".



أكثر...

.

ألــــف شــــكـــــر . سلمُ لنا هذُا الذوُوُق الذُي يقطفُ لنا وسلم لنا هذا القلم المميز اجمًل العبارات وٌاروعهـــا ماننحرُم منُ ذائقتُك الجميلهُ والمميزهُ تحية عطرة ل روحك الجميلة شكراً لك من القلب على هذا العطاء ل روحك الجووري اميرة خواطر

يعطيك العافيه
طرح اكثر من رائع

يعطيك العافية على نقل الخبر
لاحرمنا من جديدك المميز
امنياتي بدوام التألق والإبداع
وشكرا لك.

يسلمووو على نقل الخبر