الموضوع: قصة غياب
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-13-2019, 10:18 AM
عنيده غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
Awards Showcase
 
 عضويتي » 1
 جيت فيذا » Apr 2017
 آخر حضور » يوم أمس (04:25 PM)
مواضيعي »
آبدآعاتي » 99,934 [ + ]
تقييمآتي » 1201
الاعجابات المتلقاة » 4784
الشكر المتلقاة »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  » mbc
آلعمر  » الرياض
الحآلة آلآجتمآعية  » Saudi Arabia
 التقييم » عنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud ofعنيده has much to be proud of
ام ام اس ~
MMS ~
 
افتراضي قصة غياب












وصله اخطار من المدرسة بتغيب ابنه لأسبوعين متتاليين ، فأصابته الدهشة ، وتوجه إلى إدارة المدرسة مستنكراً ، ومد بالخطاب إلى المدير متسائلاً : كيف هذا ؟ ، أجاب المدير : كما ترى ، ابنك متغيب عن المدرسة مدة أسبوعين .

استنكار :
احتد الأب صارخًا : ولكنه يخرج يوميًا حاملاً حقيبته ، ويتجه إلى المدرسة بسعادة بالغة ، ويتكدر كثيرًا من يومي الأجازة ، أجاب المدير : قد يكون هذا صحيحًا ، لكنه لا يأتي إلى المدرسة .



ذهول ثم تفكير وتخطيط :
أخذ المدير يحدق بالأب المذهول ، ولشعوره أنه غير مصدق أردف قائلاً : إذا أردت أن تتأكد من صدق قولي ، فاذهب وانظر في جميع فصول الصف السادس ولن تجده ، عاد الأب إلى البيت حائرًا في ما يصنع ، وبعد تفكير عميق قرر لا يفتح ابنه بما علم ، وألا يشعره بشيء البتة .

يوم آخر:
وفي صباح اليوم التالي ، استيقظ فوجد ابنه متأنقًا ، ومتجهزًا للخروج ، فتركه يمضي واقتفى أثره ، كان الطفل يسير في ممرات ملتوية ، ويعدل بين لحظة وأخرى إلى اصلاح هندامه ، وفي بعض الأحيان يخرج مشطًا من حقيبته ، ويسرح خصلات شعره القصير ، حتى إذا بلغ المنعطف الذي يؤدي إلى مدرسته تجاوزه وانحنى يمينًا ، ليتصور جدارًا قصيرًا ، ويمد يده لاقتطاف وردة حمراء ، تدلت من غصن شجرة أحد البيوت الفخمة ، وسقط على الأرض بتوازن إنسان تدرب على هذه الحركة حتى أتقنها ، وأخذ يصلح هيئته ، نافضًا التراب ، الذي علق بثوبه ومعيدًا تسريح شعره للخلف .



انتظار واستفهامات :
وعندما رضي بهيئته حمل حقيبته ، وتباعدت خطواته حتى إذا بلغ إحدى البوابات توقف بجوارها ، وأسند حقيبته إلى جدار تلك البوابة بعد أن أخرج منها منديلاً ، أخذ يمسح به وجهه ورقبته باهتمام ، ووضع الوردة بيده اليمنى منتظرًا في مواجهة تلك البوابة .

حب مراهق :
مضت لحظات قصار ، وصر الباب صريرًا ثقيلاً ، لتبزغ منه فتاة ترتدي مريولاً يشي بأن صاحبته في المرحلة الثانوية ، وعندما أغلقت تلك الفتاة الباب تقدم منها الصبي ، وناولها تلك الوردة الحمراء ، وحمل لها حقيبتها ، وانطلق يسير أمامها ، ونظراته وعيناه تحدقان بشرز إلى كل عين تحاول اختراق بيشة تلك الفتاة ، وفمه يطلق سيلاً من الشتائم لكل من يحاول أن يقذف كلمة في طريقها ، حتى إذا بلغت باب مدرستها ناولها حقيبتها ، وتبعها بعين متلهفة حتى غيّبتها بوابة المدرسة عنه .

وقت ضائع :
فقذف بحقيبته جانبًا ، وجلس بجوار حجّة كانت تبيع لوزًا سودانيًا وهنديًا ، وفصفصًا وعيناه لا تملان من التحديق بتلك البوابة المغلقة العريضة ، وكلما تباطأ الوقت زادت حركته توترًا ، وكثرت التفاتاته ، وقد أمضى وقته باللعب منفردًا ، بألعاب شتى ، ثم انتقا إلى شجرة سدر ، وأخذ يقذف حبيباته الناضجة ، بالحجارة ، دون أن ينكفئ لجمع ما تساقط ، حتى إذا مل انطلق إلى أحد الدكاكين وعاد يحمل مشروبًا باردًا ، لم يكمل شربه ، وتبرع بالجلوس بدلاً من تلك الحجّة العجوز لتغيب زمنًا من الوقت ، وتعود ليترك لها بضاعتها وبعض النقود البسيطة التي باع بها خلال غيبتها .

الفتاة مرة أخرى :
وينطلق راكضاً في دوران محموم ، حول سور المدرسة ، حتى إذا تجاوز النهار انتصافه ، وارتفع صوت جرس المدرسة ، معلنًا انتهاء اليوم الدراسي ، تناول حقيبته ، وتسمر أمام تلك البوابة يحدق بالفتيات الخارجات ، وإذا أطلت تلك الفتاة من بوابة المدرسة ، ركض باتجاهها وحمل لها حقيبتها ، وأقفلا عائدين ، وقد أطلق لسانه بالشتائم ، لكل من يحاول أن يقذف كلمة في طريقها !!

سؤال المختص :
تعجب الأب من تصرفات ابنه ، وذهب في اليوم التالي إلى مدرسة الابن لمقابلة الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة ، للبحث في حالة ابنه المراهق !






 توقيع : عنيده


رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79